## تدهور أستون فيلا الدراماتيكي: من قمة أوروبا إلى دوامة الشكوك – من يقع عليه اللوم؟
يجد أستون فيلا نفسه،بعد موسم كان أشبه بحلم أوروبي، في خضم كابوس تراجع دراماتيكي يثير القلق
والتساؤلات حول مستقبل مشروع أوناي إيمري. فبين عشية وضحاها، تحولت آمال المنافسة
على أعلى المستويات إلى صراع من أجل استعادة التوازن، تاركة جماهير النادي في حيرة
من أمرها: على من يقع اللوم في هذا الانحدار الصادم؟
![]() |
## تدهور أستون فيلا الدراماتيكي: من قمة أوروبا إلى دوامة الشكوك – من يقع عليه اللوم؟ |
### من لحظة المجد إلى دوامة الشكوك قراءة في تراجع أستون فيلا
قبل أقل من عام، كان
أستون فيلا يتصدر مجموعته في دوري أبطال أوروبا، لحظة مجد عابرة وإن لم تعكس
بالكامل موازين القوى القارية، إلا أنها عكست طموحًا مشروعًا وصعودًا لافتًا. الآن،
ومع اللقاء المتجدد مع بولونيا في الدوري الأوروبي، يدرك الجميع أن الأجواء قد
تبدلت جذريًا. فالحادثة التي شهدت عزف نشيد الدوري الأوروبي بالخطأ قبل مباراتهم
ضد باريس سان جيرمان في ربع نهائي دوري الأبطال، تبدو اليوم وكأنها إشارة مبكرة
لنقطة تحول.
- لقد كانت الهزيمة في مايو على ملعب "أولد ترافورد"، والتي حرمت الفيلا من العودة المباشرة إلى
- دوري الأبطال، بمثابة ضربة قاصمة. ومنذ ذلك الحين، يبدو أن النادي بأكمله غارق في حالة من
- التذمر والأسف على ما فقده، وكأنهم لم يتعافوا بعد من صدمة الفرصة
الضائعة.
### رحيل مونشي ضربة موجعة في الصيف المحبط
تضاعفت حدة البداية
المخيبة للموسم والصيف المحبط في سوق الانتقالات برحيل رئيس عمليات كرة القدم في
النادي، مونشي، الذي كان يعتبر حليفًا رئيسيًا للمدرب أوناي إيمري. كان الإسباني
بمثابة "عراب التعاقدات"، حيث اشتهر بقدرته على إبرام صفقات ذكية
ومبتكرة دفعت فيلا إلى الأمام. لكن بعد سنوات من هذه الصفقات المحمومة، جاء هذا
الصيف ليجد فيلا نفسه من بين أقل الأندية إنفاقًا وثاني أضعفها من حيث البيع.
- كان هذا مؤشرًا واضحًا على أن الأساليب التي قادتهم للنجاح بدأت تتوقف عن العمل. فالفريق الذي
- واجه سندرلاند مؤخرًا، ضم تسعة لاعبين من حقبة ستيفن جيرارد، ما أدى إلى اتهام إيمري لفريقه
- بالكسل. وربما لم يكن ذلك مجرد توبيخ، بل انعكاسًا منطقيًا لأعمارهم، إذ يمتلك فيلا ثاني أكبر معدل
- أعمار للتشكيلة الأساسية في الدوري الإنجليزي الممتاز.
### الاستدامة المالية سيف على رقاب الطموح
يمكن للنادي أن يلقي
باللوم على لوائح الدوري الإنجليزي الممتاز، كما صرح إزري كونسا الذي أشار إلى أن
لوائح الاستدامة المالية "قتلت فيلا حقًا" بتقييد إنفاقهم. غير أن
الحقيقة الأكثر إزعاجًا هي أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) هو من غرم فيلا
نحو 9.5 مليون جنيه إسترليني (12.78 مليون دولار) لخرقهم ضوابط تكاليف الفريق، بعد
إنفاق أكثر من 80% من دخلهم على الأجور.
- يمكن تفسير ذلك كعقوبة للأندية الطموحة التي تفتقر إلى إيرادات الأندية الكبيرة، أو كحماية لها من
- مخاطر الإفراط في الإنفاق. ورغم الرومانسية التي صاحبت عودة فيلا لدوري الأبطال الموسم
- الماضي وفوزهم على بايرن ميونيخ، يبدو أن هذا النجاح تحقق بوسائل لا يمكن تحملها ماليًا.
### تشكيلة مترهلة وفقدان الإبداع الهجومي أزمة داخل الملعب
تبدو تشكيلة فيلا الآن
أضعف بكثير مقارنة بالمجموعة التي كانت تحت تصرف إيمري في آخر مواجهة قارية. يعود
ذلك جزئيًا إلى المغامرة الزائدة سعيًا للعودة إلى دوري الأبطال. فبالرغم من
الإنفاق الباهظ على إعارات مثل ماركو أسينسيو وماركوس راشفورد، فإن وصولهما كشف عن
تفكير مرتبك، خصوصًا مع إنفاق 25 مليون جنيه إسترليني (33.63 مليون دولار) على
دونييل مالين ثم استبعاده من قائمة دوري الأبطال. والآن، مالين باقٍ، بينما رحل
راشفورد وأسينسيو.
- وبدون هؤلاء، ومع بيع جاكوب رامسي وإعارة ليون بايلي، خسر فيلا قدرًا هائلاً من خطورته، لا
- سيما على طرفي الملعب حيث يفتقر الفريق للسرعة والإبداع. بدا المهاجم أولي واتكينز بعيدًا عن
- مستواه ومحروماً من الإمداد، لدرجة أنه سدد كرتين فقط على المرمى في الدوري الممتاز. كان فيلا
- آخر نادٍ في الدرجات السبع الأولى بإنجلترا يسجل هدفًا في الدوري هذا الموسم، وجاء ذلك الهدف من
- الظهير الأيمن ماتي كاش وبمساعدة خطأ من
حارس سندرلاند.
الهدف الوحيد الآخر جاء عن طريق المعار هارفي إليوت في كأس الرابطة أمام برينتفورد، وهي مباراة لم تنتهِ بالفوز أيضًا، ليظل فيلا بلا أي انتصار حتى الآن.
### انتقالات باهتة وصفقات بلا مردود تعميق الأزمة
قد يكون إليوت، الذي
سيصبح صفقة شراء بقيمة 35 مليون جنيه إسترليني (47.08 مليون دولار)، نقطة الضوء
الوحيدة في نافذة انتقالاتهم الهادئة. لكن لا أحد يجادل بأن صفقة الإعارة المتأخرة
لجادون سانشو مثالية له أو للنادي، ومرة أخرى، يدفع فيلا رواتب ضخمة.
- إن اضطرارهم للتضحية بابن النادي جاكوب رامسي وبيعه، يوضح الثمن الذي دفعه فيلا جراء الإنفاق
- السابق. أما الصفقات المرتبطة بلوائح الاستدامة المالية، مثل لويس دوبين، صامويل إيلينغ جونيور
- وإنزو بارينيشيا، فجميعهم خرجوا معارين ولم يقدموا أي فائدة للفريق الأول. كما أن دفع مبالغ مبالغ
- فيها للتعاقد مع إيان ماتسن وأمادو أونانا، رغم استفادة النادي سابقًا من السوق السعودية ببيع جون
- دوران وموسى ديابي، يشير إلى أن مونشي قد استنفد مخارج البيع هذا الصيف، ليظل إيمي مارتينيز
- عالقًا في "فيلا بارك".
### هل بلغ مشروع إيمري ذروته؟
كان الإحساس بعدم الرضا
واضحًا في النتائج والمزاج العام. لقد فقد فيلا عامل الشعور الإيجابي. ومن المغري
التساؤل إن كان الموسم الماضي، بتصدرهم دوري الأبطال وإرعابهم لباريس سان جيرمان،
يمثل القمة في مشروع إيمري، وإذا كان رحيل مونشي يشير إلى بداية النهاية.
فى الختام
في ظروف أخرى، ربما كان
فيلا ليتطلع إلى فرصة تحقيق مجد قاري، خاصة وأن إيمري فاز بالدوري الأوروبي أربع
مرات. ويكفي أن موارد الأندية الإنجليزية سمحت لتوتنهام بالفوز بالبطولة الموسم
الماضي وهو في المركز الـ17 بالدوري الممتاز. ربما كان فيلا مرشحًا لذلك، ولكن، وبلا
شك، ليس وهم يعيشون في هذه الأجواء الكئيبة. إن مستقبل مشروع أوناي إيمري على
المحك، ويتوقف على قدرته على إيجاد حلول لهذه المعضلات المعقدة.