**لاعب غير متوقع يكشف عيوب سياسة التعاقدات في مانشستر يونايتد: قصة ماسون ماونت**
في عالم كرة القدم الحديث، حيث تتنافس الأندية الكبرى ليس فقط على الألقاب في الملعب بل أيضاً في سوق
الانتقالات، تظل سياسة التعاقدات حجر الزاوية في بناء فرق ناجحة ومستدامة. في
مانشستر يونايتد، أحد أعرق الأندية الإنجليزية، لطالما كانت هذه السياسة محط جدل،
وتحديداً مع وصول المدرب روبن أموريم الذي ورث تركة ثقيلة من الصفقات المتناقضة. لكن
وسط هذا الجدل، يبرز لاعب واحد بشكل غير متوقع ليكشف عن عيوب جوهرية في استراتيجية
النادي: إنه ماسون ماونت.
![]() |
**لاعب غير متوقع يكشف عيوب سياسة التعاقدات في مانشستر يونايتد |
- على الرغم من الانتقادات التي طالته، خاصة بسبب تواتُر إصاباته منذ انضمامه إلى قلعة "أولد
- ترافورد"، بدأ النجم الإنجليزي الدولي ماسون ماونت في استعادة بريقه تحت قيادة أموريم. إنه يمثل
- عنصراً متوازناً يربط ببراعة بين خطوط الدفاع والهجوم، مقدماً لمحة عن القيمة الحقيقية التي
- يمتلكها، والتي قد تكون قد أُسيء فهمها أو
استغلالها في وقت سابق.
**نظرة المدربين لماونت إعجاب دائم**
منذ اللحظات الأولى لتدريبه مانشستر يونايتد، عبر روبن أموريم عن إعجابه الشديد بماونت، قائلاً: "أنا أحب هذا الفتى". هذا الإعجاب ليس جديداً؛ فقد سبقه في ذلك مدربون كبار مثل توماس توخيل، الذي قاد تشيلسي للفوز بدوري أبطال أوروبا وماونت كان لاعبه المفضل، وكذلك فرانك لامبارد وغاريث ساوثغيت مدرب المنتخب الإنجليزي.
- وحتى إيريك تن هاغ، المدرب السابق لليونايتد، أحبه بما يكفي لإنفاق 55 مليون جنيه إسترليني
- (حوالي 73.88 مليون دولار) لضمه من تشيلسي. هذه الثقة المتكررة من نخبة المدربين تشير إلى
- وجود صفات ومواهب خاصة في ماونت قد لا تكون واضحة للعين المجردة أو للجماهير التي تركز
- على الأرقام والإحصائيات الجافة.
**تراجع ثم صعود رحلة ماونت المضطربة في أولد ترافورد**
قد ينظر البعض إلى
ماونت كـ"تلميذ المدرب المفضل" في عالم كرة القدم، لكن هذا الوصف لا
يعكس بالضرورة رأي جميع المشجعين، خصوصاً بعد أن حوَّلته الإصابات من نجم متألق
فائز بدوري الأبطال وأفضل لاعب في تشيلسي مرتين، إلى دليل إضافي على الصفقات غير
الموفقة لمانشستر يونايتد. ومع ذلك، هناك أيام ومباريات معينة تذكرنا بجودة ماونت
الاستثنائية ودوره المحوري في الربط بين الخطوط.
**الأداء الهجومي اللافت والدور التكتيكي المثالي**
لعل أفضل شوطين قدمهما مانشستر يونايتد هذا الموسم، على الأقل من الناحية الهجومية، كانا ضد بيرنلي وسندرلاند. في كلتا المباراتين، كان ماونت عنصراً محورياً ومفتاحياً في ديناميكية الفريق، حتى لو كان الخصمان يلعبان في دوري الدرجة الأولى الموسم الماضي.
- لقد سجل ماونت هدفاً في مرمى سندرلاند، وهو هدفه الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز على ملعب
- أولد ترافورد، على الرغم من أنه يخوض موسمه الثالث مع اليونايتد. هذا الهدف، وإن جاء متأخراً
- إلا أنه يبرهن على قدرته على المساهمة الهجومية الحاسمة عندما
يكون في قمة لياقته وجاهزيته.
**التأقلم التكتيكي مع أسلوب أموريم والربط بين الخطوط**
يتمتع ماونت بميزة
نادرة في التشكيلة التي ورثها أموريم، وهي سجله الناجح المسبق في اللعب ضمن الرسم
التكتيكي 3-4-3. صحيح أنه خاض بضع دقائق في مباراة برينتفورد كظهير أيسر في دور
غريب، ورفض أموريم وقتها تغيير الرسم التكتيكي، لكن ماونت في الأساس جناح مهاجم
كلاسيكي ويتناسب تماماً مع الدور رقم 10 في الجهة اليسرى الذي شغله مؤخراً.
- قال أموريم عن ذلك: "أعتقد أن ماسون ماونت يمكن أن يمنحنا أداءً أفضل كلاعب وسط، أكثر من
- كونه جناحاً أو مهاجماً. إنه يدافع جيداً، ذكي جداً، ويهاجم بشكل ممتاز". هذه الكلمات تسلط الضوء
- على تعددية أدوار ماونت وقدرته على التكيف مع متطلبات المدربين المختلفة، مما يجعله أصلاً قيماً
- لأي فريق يسعى للتوازن التكتيكي.
**روح جماعية وطاقة ميدانية عالية ماونت محفز للفريق**
إن مكانة ماونت كلاعب يربط بين الخطوط ويقوم بعمل دؤوب بدون كرة، تجعله محبوباً لدى المدربين. يعي ماونت هذه القيمة جيداً، حيث صرح قائلاً: "أرى نفسي كمصدر لطاقة كبيرة داخل الفريق، وأبدأ أحياناً الضغط على الخصم، وأكون بمثابة محفز للانطلاقات الهجومية.
- هذا دائماً ما أركز عليه، مساعدة من حولي وبث الطاقة فعلاً داخل الفريق". هذه الروح الجماعية
- والقدرة على تحفيز زملائه هي سمة لا تقدر بثمن في كرة القدم الحديثة التي تتطلب جهداً جماعياً
- عالياً.
**مقارنة حاسمة ماونت وكونيا يكشفان التناقضات**
إذا كان هناك تناغم بين ماونت ومدربه، فهناك أيضاً ارتباك واضح في سياسة التعاقدات بمانشستر يونايتد، وهو ما يتجلى بشكل خاص في المقارنة بين ماونت وماتيوس كونيا. سواء كان ذلك مصادفة أم لا، كان كونيا طرفاً مشتركاً في المرتين التي برز فيها هذا الارتباك. فبينما يقود ماونت الضغط على المنافسين بجهد لا يكل، هناك أوقات لا يشارك فيها كونيا في عمليات الضغط من الأساس.
- هذا التباين يشير إلى أن ماونت يمكن أن يكون اللاعب المثالي للفريق الذي يعتمد على المنظومة
- بينما كونيا أقرب إلى لاعب يؤدي بمفرده، مما يخلق تحدياً في دمج اللاعبين ضمن خطة تكتيكية
- موحدة.
**سياسة انتقالات مثيرة للجدل في أولد ترافورد**
ربما كانت إصابات ماونت
المتكررة سبباً في عدم اعتماد أموريم عليه بشكل كامل في بداية فترته، إذ لم يكن
بإمكانه بناء فريق حول لاعب كان يتوقع غيابه المتكرر عن الملاعب. لكن في المقابل، تعاقد
النادي مع لاعبين آخرين، مثل كونيا، مما هدد بتحويل ماونت إلى بديل دائم، وهو
استثمار بدا وكأنه رسالة واضحة، بالنظر إلى كثرة الاحتياجات الأخرى في الفريق. هذا
يثير تساؤلات حول الأولويات في سوق الانتقالات والقدرة على تقييم اللاعبين بناءً
على مدى ملاءمتهم لاحتياجات الفريق وخططه المستقبلية.
**تحديات أموريم واحتمالات التغيير القادم**
لقد تحدث أموريم عن "خصائص
مختلفة" تناسب مباريات مختلفة، مما قد يكون تبريراً لتنوع الخيارات في
التشكيلة. لكن تفسيراً آخر يقول إن مدرباً جديداً قد يتولى المهمة قريباً – على
الأرجح مدرب لا يتمسك كثيراً بخطة 3-4-3.
فى الختام
ماونت وكونيا ليسا متطابقين في أسلوب اللعب. وكما أشار أموريم، فإن الإنجليزي أقرب إلى لاعب وسط يساهم دفاعياً وهجومياً، بينما البرازيلي أقرب إلى مهاجم صريح. هذا التباين يعني أن المدرب القادم سيواجه تحدياً في كيفية الاستفادة القصوى من كلا اللاعبين.
ومع
استعادة ماونت لبريقه، يبدو أن مانشستر يونايتد يمتلك لاعباً، إذا صدقت تجارب
الماضي مع المدربين، قد يقع في حبه المدرب الجديد أيضاً، مما يعيد الأمل في أن
يكون ماونت قطعة أساسية في أحجية اليونايتد المستقبلية.