## فيفا تتعهد بإعادة إعمار ملاعب غزة: بصيص أمل يعيد الروح للكرة الفلسطينية

في خطوة مؤثرة تعكس الدور الإنساني العميق للرياضة وقدرتها على لم شمل القلوب وتضميد الجراح، أعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو التزام المنظمة الدولية بدعم وإعادة بناء البنية التحتية لكرة القدم في قطاع غزة. يأتي هذا التعهد ضمن جهود أوسع نطاقاً لإعادة إعمار ما دمرته ويلات الحرب، مع تركيز جلي على بث الأمل وتعزيز الوحدة من خلال قوة الرياضة التي تتجاوز الحواجز السياسية والإقليمية.

## فيفا تتعهد بإعادة إعمار ملاعب غزة: بصيص أمل يعيد الروح للكرة الفلسطينية

### قمة السلام في مصر منصة لإعلان التزام فيفا

جاء هذا الإعلان التاريخي عقب قمة السلام الهامة التي استضافتها مصر في منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر، حيث جمعت القمة أكثر من 20 من زعماء العالم وقادة المنظمات الدولية لمناقشة سبل تحقيق الاستقرار في المنطقة وإطلاق عمليات الإعمار. لقد كان حضور إنفانتينو بين هؤلاء القادة رسالة واضحة حول إيمان فيفا الراسخ بقدرة كرة القدم على أن تكون جزءاً لا يتجزأ من أي عملية سلام وإعمار.

عقب توقيعه على وثيقة تحدد الخطط المستقبلية للاستقرار الإقليمي وإعادة الإعمار، صرح إنفانتينو
قائلاً: "إنه أمر مهم حقاً بالنسبة إلى فيفا أن يكون هنا لدعم ومساعدة وضمان نجاح وتنفيذ عملية
السلام هذه". هذه الكلمات لم تكن مجرد بروتوكولية، بل كانت تأكيداً على التزام حقيقي من أعلى هرم
في كرة القدم العالمية تجاه منطقة عانت وما زالت تعاني.

### خطة فيفا الطموحة لإعادة بناء مرافق كرة القدم في غزة

تتجاوز خطة فيفا مجردالوعود لتشمل مبادرات ملموسة تهدف إلى إعادة الحياة لملاعب كرة القدم والمرافق الرياضية المدمرة في غزة والأراضي الفلسطينية الأخرى. أوضح رئيس فيفا أن منظمته ستقوم بدور محوري في:

1. **إعادة بناء المرافق المدمرة:** تضررت العديد من الملاعب والمنشآت الرياضية بشكل كبير خلال النزاع الأخير، وتلتزم فيفا بإعادة بنائها وتجهيزها بأحدث المعايير لتمكين اللاعبين والشباب من ممارسة رياضتهم المفضلة في بيئة آمنة ومجهزة.

2. **إطلاق صندوق دعم خاص:** سيتم إنشاء صندوق مخصص لدعم الملاعب الجديدة وبرامج الشباب، مما يضمن استدامة الجهود وتوفير فرص طويلة الأمد لتطوير كرة القدم الفلسطينية على جميع المستويات، من القاعدة الشعبية وصولاً إلى المستويات الاحترافية.

3. **توفير ملاعب صغيرة و"ملاعب فيفا":** إدراكاً لأهمية توفير مساحات آمنة للأطفال لممارسة كرة القدم، ستسهم فيفا في توفير ملاعب صغيرة وملاعب تحمل علامتها التجارية "ملاعب فيفا" في الأحياء والمدن. تهدف هذه المبادرة إلى خلق بيئات لعب متاحة وسهلة الوصول للأطفال، حيث يمكنهم تنمية مهاراتهم وشغفهم باللعبة.

شدد إنفانتينو على أن "دور كرة القدم يجب أن يكون الدعم والوحدة وإعطاء الأمل. سنساعد في إعادة بناء جميع مرافق كرة القدم في غزة، وإعادة اللعبة لطبيعتها بالتعاون مع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وتوفير الفرص للأطفال من خلال اللعبة". وأردف قائلاً: "كرة القدم تمنح الأمل للأطفال وهذا مهم للغاية"، مؤكداً على البعد الاجتماعي والنفسي لهذه المبادرات.

لا تقتصر هذه الخطة على التمويل فقط، بل تمتد لتشمل دعوة شركاء آخرين للانضمام إلى هذا الجهد الإنساني والرياضي. فكل يد تمتد للمساعدة تعزز فرص النجاح وتضاعف الأثر الإيجابي على حياة آلاف الأطفال والشباب في غزة.

### تحديات ومطالب سابقة سياق قرار فيفا

يأتي تعهد فيفا في سياق يطالب فيه الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم مراراً وتكراراً الاتحاد الدولي، الذي يتخذ من زوريخ مقراً له، بإيقاف عضوية إسرائيل. تستند هذه المطالبات إلى مزاعم بالتمييز، بالإضافة إلى مشاركة الأندية الإسرائيلية القائمة بالفعل على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

لقد طلب الاتحاد الفلسطيني من لجنة الانضباط في الاتحاد الدولي العام الماضي فحص هذه المزاعم،
لكن فيفا أجل قراره في وقت لاحق، مشيراً إلى أن الأمر سيخضع لمراجعة مجلس الاتحاد. أوضح
نائب رئيس فيفا، فيكتور مونتالياني، هذا الشهر أن هذا الأمر لم يجرِ التعامل معه بعد بشكل كامل،
حيث صرح: "حتى أكون صريحاً

لا أعلم إلى أين وصل الأمر، أعلم أنه في القسم القانوني لكنني لم أشاهد إنجاز أي تحليل". وأضاف: "عندما يصبح الأمر جاهزاً، أعتقد بأنهم سيرفعونه إلى المجلس، وحينها سنقرأه وإذا كانت هناك أية قرارات بحاجة لاتخاذها من وجهة نظر مجلس فيفا، سنتخذها بالتأكيد".

في حين أن هذه القضايا القانونية والسياسية معقدة وتتطلب دراسة متأنية من قبل فيفا، فإن مبادرة إعادة الإعمار في غزة تبعث برسالة قوية مفادها أن الاتحاد الدولي ملتزم بدعم كرة القدم في جميع الأراضي الفلسطينية، بغض النظر عن التحديات السياسية القائمة.

### الأمل يرتفع مع كل حجر بناء

تجسد مبادرة فيفا لإعادة إعمار ملاعب غزة بصيص أمل في ظلام التحديات الراهنة. إنها تذكير بأن الرياضة، وكرة القدم على وجه الخصوص، يمكن أن تكون جسراً للسلام والوحدة، وأداة قوية لإعادة بناء المجتمعات وإلهام الأجيال القادمة. فمع كل ملعب يعاد بناؤه، ومع كل طفل يحصل على فرصة للعب، يرتفع الأمل في مستقبل أفضل، حيث تكون لغة كرة القدم هي اللغة المشتركة التي تجمع الجميع على أرض خضراء يغمرها السلام.

فى الختام

هذا الالتزام من قبل فيفا ليس مجرد استثمار في البنية التحتية الرياضية، بل هو استثمار في مستقبل الشباب الفلسطيني، في أحلامهم، وفي قدرتهم على تجاوز الصعاب من خلال قوة الروح الرياضية. إنه دليل على أن كرة القدم تتجاوز كونها مجرد لعبة لتصبح قوة دافعة للتغيير الإيجابي والتعافي المجتمعي.