## "حاسمو أرتيتا" يعيدون كتابة قصة أرسنال بعودة مثيرة ضد نيوكاسل: تحليل تكتيكي ومستقبل مشرق

شهدت ملاعب كرة القدم الإنجليزية فصلاً جديداً من الدراما والإثارة، حيث قلب فريق أرسنال الطاولة على نيوكاسل يونايتد في مباراة حافلة بالتقلبات، ليحقق فوزاً قاتلاً يعزز من آماله في المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز. لم يكن هذا الانتصار مجرد ثلاث نقاط تُضاف إلى رصيد الغانرز، بل كان بياناً حاسماً يعكس الصلابة الذهنية، الذكاء التكتيكي للمدرب ميكيل أرتيتا، وعمق التشكيلة التي بات يمتلكها الفريق اللندني.

## "حاسمو أرتيتا" يعيدون كتابة قصة أرسنال بعودة مثيرة ضد نيوكاسل: تحليل تكتيكي ومستقبل مشرق

### لقطات من قلب المعركة غابرييل بطل اللحظة الأخيرة

كانت لحظة هدف الفوز التي سجلها المدافع البرازيلي غابرييل ماغالهايس برأسية قوية في الأنفاس الأخيرة من المباراة، تجسيداً مثالياً لسيناريوهات كرة القدم التي لا تخلو من المفاجآت. فبعد أن كان غابرييل محور بعض الجدل في بداية المباراة بسبب أخطاء دفاعية محتملة ونجاته من قرارات تحكيمية قد تكون حاسمة، تحول في رمشة عين إلى بطل قومي للجماهير الأرسنالية.

هذا الهدف، الذي جاء من ركلة ركنية نفذها مارتن أوديغارد ببراعة، لم يؤمن الفوز فحسب، بل أشعل
حماسة اللاعبين والجماهير على حد سواء، ليشارك حارس المرمى ديفيد رايا في الاحتفالات راكضاً
مئة ياردة، في مشهد يعبر عن الفرحة العارمة التي اجتاحت الفريق.

### أرتيتا مهندس الانتصارات الحاسمة

ما يميز أرسنال تحت قيادة أرتيتا هذا الموسم هو قدرته الفائقة على التكيف وقلب مجريات المباريات، خصوصاً بفضل البدلاء الذين باتوا يُعرفون بـ"الحاسمين". لقد أنفق أرسنال ما يقارب 250 مليون جنيه إسترليني في الصيف، مما وفر للمدرب الإسباني تشكيلة عميقة تُعد الأقوى في الدوري الإنجليزي الممتاز حالياً. هذه التشكيلة تمنح أرتيتا رفاهية التغيير التكتيكي والاعتماد على لاعبين يمتلكون القدرة على تغيير مسار أي مباراة.

لم يكن مارتن أوديغارد البديل الوحيد الذي أحدث الفارق، بل سبقه غابرييل مارتينيلي ولياندرو
تروسارد في مناسبات سابقة، بالإضافة إلى إيبيريتشي إيزي الذي بدأ في هذه المباراة في مركز
"الرقم 10" بعد أن تخلى أرتيتا عن سياسته المعتادة بإشراك ثلاثة لاعبي وسط دفاعيين.

هذا التحول التكتيكي، الذي طالما طالب به الكثيرون، أثمر عن أداء هجومي أكثر تحرراً وفعالية، وأظهر كيف يمكن للمسة أرتيتا أن تحول الهزيمة المحتملة إلى انتصار ثمين.

### نيوكاسل مرارة الهزيمة تتكرر

على الجانب الآخر، عاش نيوكاسل يونايتد مرارة الهزيمة المتكررة في الدقائق الأخيرة، حيث خسر أمام ليفربول في الدقيقة 100 وأمام أرسنال في الدقيقة 96. على الرغم من الأداء القوي الذي قدمه فريق المدرب إيدي هاو، إلا أن الحظ لم يحالفه في المباراتين. هذه الخسائر المؤلمة قد تؤثر على معنويات اللاعبين وتُعقد من مسارهم في جدول الترتيب.

كان هدف نك فولتماده لنيوكاسل، والذي جاء برأسية رائعة، دليلاً على الإمكانات الهجومية للفريق
خاصة مع تألق المهاجم الألماني العملاق. ولكن تغييرات أرتيتا أثبتت فعاليتها أكثر من تغييرات هاو
الذي اضطر أيضاً لإجراء تغيير اضطراري بسبب إصابة تينو ليفرامنتو، مما أثر بشكل كبير على
توازن فريقه ومنح أرسنال زمام المبادرة.

### الكرات الثابتة سلاح أرسنال ذو الحدين

من المفارقات في هذه المباراة أن أرسنال، الذي يشتهر بفعاليته في الكرات الثابتة، كاد أن يتلقى الهزيمة بسلاحه الخاص. لكنه في النهاية نجح في قلب الطاولة والفوز من خلال اثنتين من الكرات الثابتة. هذا السيناريو يعكس مدى التركيز والتدريب الذي يوليه أرتيتا لهذه الجوانب من اللعب.

الرد الأرسنالي على شعور الظلم الذي قد يكون قد راودهم في مباريات سابقة، خاصة في "سانت
جيمس بارك"، كان حاضراً بقوة هذه المرة. لم تكن هناك نوبات غضب بعد المباراة، بل كان هناك
هدوء وثقة تعكس نضج الفريق وقدرته على التعلم من الماضي.

### مستقبل أرسنال المشرق

الفوز على نيوكاسل لم يقلص الفارق مع ليفربول المتصدر إلى نقطتين فقط، بعد تعثر الأخير أمام كريستال بالاس، بل منح أرسنال دفعة معنوية هائلة. لقد أظهر الفريق قدرة على التحرر الهجومي، مسجلاً 20 تسديدة على المرمى، منها تسديدة لياندرو تروسارد التي ارتطمت بالقائم.

تغييرات أرتيتا، مثل إشراك إيبيريتشي إيزي في دور صانع الألعاب، أزالت مكابح الحذر التي قد
تكون موجودة في بعض الأحيان. وعلى الرغم من بعض الأخطاء الفردية، مثل الخطأ الذي ارتكبه
كريستيان موسكيرا وتسبب في ركلة ركنية جاء منها هدف نيوكاسل، إلا أن الفريق أظهر قدرة على
تجاوز الصعاب والقتال حتى اللحظة الأخيرة.

### الخاتمة

يُعد هذا الانتصارإعلاناً صريحاً من أرسنال بأنه عاد بقوة للمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي. "حاسمو أرتيتا" لم يعيدوا كتابة قصة مباراة واحدة فحسب، بل قد يكونون بصدد إعادة كتابة تاريخ نادٍ عريق، مستفيدين من عمق التشكيلة، الذكاء التكتيكي، والصلابة الذهنية التي يمتلكونها. تبقى التحديات كبيرة، لكن هذا الفوز يمنح الأرسنال الثقة والطاقة اللازمة لمواجهتها.