## كيروش يثير الجدل حول عدالة التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026 وسط تقدم سعودي حاسم
**مقدمة:**
في خضم التنافس المحتدم
على بطاقات التأهل لكأس العالم 2026، ألقى المدرب البرتغالي المخضرم كارلوس كيروش،
المدير الفني للمنتخب العماني، بظلال من الجدل على عدالة الجدول الزمني للتصفيات
الآسيوية النهائية. تصريحات كيروش النارية، التي انتقد فيها ترتيب المباريات وفترات
الراحة الممنوحة للمنتخبات، تسلط الضوء على تحديات تنظيمية قد تؤثر على مسار
المنتخبات الطامحة في تحقيق حلم المونديال. يأتي ذلك في الوقت الذي خطا فيه
المنتخب السعودي خطوة عملاقة نحو التأهل المباشر، مؤكداً قدرته على تجاوز العقبات
وتحقيق الفوز في اللحظات الحاسمة.
 |
| ## كيروش يثير الجدل حول عدالة التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026 وسط تقدم سعودي حاسم |
**انتقادات كيروش دعوة للعدالة أم ضغط تكتيكي؟**
وجه كارلوس كيروش، صاحب الخبرة الطويلة في الملاعب الدولية، انتقادات لاذعة إلى منظمي الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026. محور اعتراضه الأساسي يدور حول إقامة المباريات في قطر، والتي يرى أنها لا توفر مبدأ العدالة بين جميع المنتخبات المشاركة.
- وبشكل خاص، أعرب كيروش عن استيائه من جدول مباريات المنتخب العماني، الذي يخوض
- مباراتين حاسمتين خلال أربعة أيام فقط أمام قطر والإمارات. في المقابل، يستفيد المنتخب القطري
- من
فترة راحة أطول، وهو ما اعتبره المدرب البرتغالي تفضيلاً غير مبرر للبلد المستضيف.
وفي تصريحات صحفية حملت
قدراً كبيراً من الحدة، قال كيروش: "تعلمون أن التصفيات تقام على أرض قطر،
نحن نلعب بثلاثة أيام راحة، وقطر بستة أيام راحة. إذا كان هذا يمثل اللعب العادل
بالنسبة للأشخاص الذين اتخذوا هذا القرار، فليس لدي أي تعليق. لقد عملت لمدة 40
عاماً في كرة القدم، وهذا ليس لعباً عادلاً بالنسبة إليّ". هذه التصريحات لا
تمثل مجرد شكوى عابرة، بل تعكس قناعة راسخة لدى كيروش بأن الترتيب الحالي يخل
بالمنافسة الشريفة.
وأكد المدرب السابق لريال مدريد أنه على الرغم من صعوبة الظروف، فإن فريقه سيواجه التحدي بروح قتالية عالية. وأضاف: "كمدرب، يجب أن أتقبل هذا، وعلى لاعبي فريقي أن يتقبلوا هذا أيضاً، لكن لاعبي فريقي أكثر قوة، إنهم يؤمنون بأننا في حاجة إلى العمل أكثر والتضحية أكثر وبذل الجهد على أرض الملعب".
هذا الموقف يعكس مرونة كيروش وقدرته على تحفيز لاعبيه حتى في أصعب الظروف، مع التأكيد على أهمية بذل أقصى مجهود للتغلب على التحديات اللوجستية.
تعادل المنتخب العماني
مع نظيره القطري سلبياً في الجولة الأولى، ثم يلتقي مع الإمارات يوم السبت، أي بعد
ثلاثة أيام فقط من مواجهة أصحاب الأرض. في المقابل، ستلعب قطر مباراتها الثانية
أمام الإمارات يوم الثلاثاء، مما يمنحها فترة راحة إضافية. هذا التباين في فترات الراحة
هو ما يثير حفيظة كيروش ويدفعه للمطالبة بمزيد من العدالة التنظيمية.
وتسعى عمان إلى بلوغ
نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها، ضمن صراع محتدم على آخر مقعدين
آسيويين متاحين بعد تأهل منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران
والأردن وأوزبكستان. هذا الهدف التاريخي يزيد من أهمية كل تفصيل في مسيرة التصفيات.
- وأضاف كيروش تعليقاً على الموقف: "حتى لو كنت مدرباً لمنتخب قطر كنت سأشعر بالشيء نفسه
- ربما ما كنت لأقول ذلك، لكنني كنت سأشعر به. عندما أغادر الملعب، أحب أن أعود إلى المنزل
- بشعور حقيقي بأننا فزنا بصورة عادلة ومنصفة". هذا التصريح يعمق من رسالة كيروش حول أهمية
- الروح الرياضية واللعب النظيف، حتى لو كان ذلك يتعارض مع مصالح
فريقه السابق.
وتحمل مواجهة الغد بين
عمان وقطر طابعاً خاصاً للمدرب البرتغالي، إذ ستكون الأولى له أمام المنتخب الذي
أقاله قبل بطولة كأس آسيا 2024، وهي البطولة التي فاز بها القطريون تحت قيادة
الإسباني ماركيز لوبيز الذي خلفه في المنصب. واختتم كيروش حديثه قائلاً: "في رأيي،
لو كنت لا أزال مدرباً للمنتخب القطري، ما كانت قطر ستلعب غداً، وإنما لكانت قد
تأهلت بالفعل إلى كأس العالم". هذا التصريح يعبر عن ثقة كيروش في قدراته
التدريبية، ويحمل في طياته رسالة مبطنة حول ما كان يمكن أن يحققه مع المنتخب
القطري.
**السعودية تتفادى فخ إندونيسيا وتخطو نحو المونديال**
في المقابل، تمكن
المنتخب السعودي من تحقيق فوز ثمين في المباراة الأولى من التصفيات النهائية، وذلك
للحفاظ على أمله في الحصول على بطاقة التأهل المباشر إلى كأس العالم 2026. حققت
السعودية الفوز على إندونيسيا بنتيجة (3-2) في لقاء ماراثوني ومثير، تمكن خلاله "الأخضر"
من قلب النتيجة من التأخر بهدف دون رد، للفوز بثلاثية مقابل هدفين، وسط فرحة كبيرة
من الجماهير والمدير الفني الفرنسي هيرفي رينارد. هذا الفوز يعكس الروح القتالية
للمنتخب السعودي وقدرته على التعامل مع الضغوط.
- ويكفي المنتخب السعودي الآن تحقيق الفوز بأي نتيجة أمام العراق للتأهل المباشر لكأس العالم. كما أن
- سقوط العراق أمام إندونيسيا، سواء بالخسارة أو التعادل، سيمنح "الأخضر" فرصتين في اللقاء الثاني
- بالتعادل أو الفوز من أجل تحقيق الرغبة في الصعود. هذه السيناريوهات تضع المنتخب السعودي في
- موقع قوي، وتزيد من حظوظه في تحقيق التأهل
التاريخي.
ويتأهل من هذا الدور
متصدر كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم، مع بقاء فرصة لأصحاب المركز الثاني
للمنافسة في الملحق الآسيوي، ومن بعده الملحق العالمي للوجود في كأس العالم 2026. هذا
النظام يضمن بقاء المنافسة حامية حتى الرمق الأخير، ويزيد من إثارة التصفيات.
**الخاتمة**
بين انتقادات كيروش
لعدالة التنظيم وتألق المنتخب السعودي في طريقه نحو المونديال، تتشكل ملامح
المرحلة الحاسمة من التصفيات الآسيوية. التحديات التنظيمية والروح التنافسية
العالية تجعل من هذه التصفيات محط أنظار عشاق كرة القدم في القارة الآسيوية وحول
العالم. يبقى أن نرى كيف ستتطور الأحداث، ومن هي المنتخبات التي ستتمكن من حجز
مقعدها في كأس العالم 2026.