الأهلي يتعثر أمام المصري في تعادل سلبي مخيب للآمال
 ويخسر نقاطًا ثمينة في صراع القمة**
**مقدمة:**
شهدت بطولة الدوري المصري الممتاز هذا الموسم العديد من المفاجآت، ولكن قليلًا ما تكون النتائج صادمة
بقدر التعادل السلبي الذي حققه النادي الأهلي، حامل اللقب، أمام غريمه التقليدي
النادي المصري البورسعيدي.
![]()  | 
| الأهلي يتعثر أمام المصري في تعادل سلبي مخيب للآمال ويخسر نقاطًا ثمينة في صراع القمة** | 
- هذه المباراة التي جرت أحداثها على أرضية استاد برج العرب بالإسكندرية، لم تكن مجرد مواجهة
 - عادية ضمن جدول الدوري، بل كانت نقطة تحول قد تؤثر بشكل كبير على مسار الأهلي في سباق
 - القمة المشتعل. تعثر الأهلي في هذه المباراة لم يفقده نقطتين فحسب، بل أثار تساؤلات عديدة حول
 -  الأداء الفني والتكتيكي للفريق تحت قيادة مدربه، وكيف سيؤثر ذلك على
طموحاته في التتويج باللقب.
 
**تفاصيل المباراة سيطرة أهلاوية بلا فاعلية هجومية**
منذ صافرة البداية، فرضالنادي الأهلي سيطرته الكاملة على مجريات اللعب، وهو أمر متوقع من فريق بحجم
الأهلي يمتلك مجموعة من أفضل اللاعبين في الدوري. استحوذ الفريق الأحمر على الكرة
بنسبة كبيرة، وحاول بناء الهجمات من الأطراف والعمق، لكنه اصطدم بدفاع صلب ومنظم
من جانب النادي المصري. ورغم المحاولات المتكررة للاختراق، إلا أن اللمسة الأخيرة
كانت غائبة بشكل لافت، مما أدى إلى إهدار العديد من الفرص السهلة أمام المرمى.
- كانت أخطر فرص الأهلي في الشوط الأول من نصيب المهاجم "جراديشار" الذي انفرد بحارس
 - المرمى لكنه لم يتمكن من تحويل الكرة إلى الشباك. كما أضاع "زيزو" و"مرعي" فرصًا أخرى
 - كانت كفيلة بتغيير نتيجة المباراة مبكرًا. هذا النقص الواضح في الفاعلية الهجومية كان السمة الأبرز
 -  لأداء الأهلي، وأثار قلق الجماهير والإعلاميين
على حد سواء.
 
**المصري وتألق حارس المرمى محمود حمدي**
على الجانب الآخر، اتبع
النادي المصري بقيادة مدربه استراتيجية دفاعية بحتة، معتمدًا على إغلاق المساحات
والضغط على لاعبي الأهلي في وسط الملعب. لم تظهر للمصري أي ملامح هجومية تذكر طوال
شوطي المباراة، حيث كان هدفهم الأساسي هو الخروج بنقطة التعادل على الأقل. ورغم
ذلك، لم يكن هذا ليتحقق لولا التألق اللافت لحارس مرمى المصري، محمود حمدي، الذي
كان نجم اللقاء بلا منازع.
- تصدي حمدي للعديد من الهجمات الخطيرة للأهلي ببراعة فائقة، وأنقذ مرماه من أهداف محققة. كان
 - يقظًا لكل تسديدة وعرضية، ونجح في إحباط جميع محاولات مهاجمي الأهلي. يمكن القول أن محمود
 - حمدي كان كلمة السر في خروج المصري بنقطة ثمينة من هذه المباراة الصعبة، حيث لولاه لكانت
 -  النتيجة قد ذهبت في اتجاه آخر تمامًا.
 
**ركلة الجزاء الضائعة ونقطة التحول**
في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، وتحديدًا في الوقت المحتسب بدل الضائع، حصل الأهلي على فرصة ذهبية لحسم اللقاء عندما احتسب الحكم ركلة جزاء صحيحة بعد عرقلة "زيزو" داخل منطقة الجزاء. تقدم "زيزو" لتنفيذ الركلة، لكنه سددها بقوة لتصطدم بالقائم الأيسر وتخرج خارج المرمى، ليضيع على الأهلي فرصة الفوز الثمين.
- هذه اللحظة كانت بمثابة الضربة القاضية لآمال الأهلي في تحقيق الانتصار، وأكدت على سوء الحظ
 - الذي لازم الفريق طوال المباراة. ضياع ركلة الجزاء كان محبطًا للجماهير واللاعبين على حد سواء
 -  وجعل التعادل السلبي مرارة لاذعة.
 
**دور المدرب ييس توروب والتغييرات المثيرة للجدل**
تلقى المدير الفني
للأهلي، ييس توروب، انتقادات واسعة بعد المباراة بسبب قراءته التكتيكية للقاء
والتغييرات التي أجراها. اتهمه البعض بعدم القدرة على قراءة المباراة بشكل صحيح،
وعدم استغلال إمكانيات لاعبيه بالشكل الأمثل. خاصة خروج "ديانج" الذي
أثر على كفاءة خط الوسط، والإصرار على بعض اللاعبين الذين لم يقدموا الأداء
المنتظر منهم، مثل "زيزو" و"محمد شكري" الذي نزل كبديل.
هذه التغييرات، بحسب
النقاد، لم تضف القوة الهجومية المطلوبة، بل أدت أحيانًا إلى تراجع أداء الفريق. التساؤلات
حول اختيارات المدرب وتوقيتاته أصبحت محور حديث الشارع الرياضي المصري، خاصة في ظل
المنافسة الشرسة على لقب الدوري. كان من المتوقع أن يجد المدرب حلولًا لاختراق
الدفاعات المتكتلة، لكن يبدو أنه لم ينجح في ذلك خلال هذه المباراة.
**تأثير النتيجة على سباق القمة**
خسارة الأهلي لنقطتين
في هذه المباراة جاءت في توقيت حرج للغاية، حيث يتنافس الفريق بقوة على صدارة
الدوري مع فرق أخرى مثل سيراميكا كليوباترا الذي حقق الفوز في مباراته الأخيرة. هذا
التعادل السلبي يجعل مهمة الأهلي أكثر صعوبة في استعادة الصدارة، ويضع ضغطًا إضافيًا
على اللاعبين والجهاز الفني في المباريات القادمة. كل نقطة أصبحت ذات قيمة مضاعفة
في هذا السباق المحتدم، وهذا التعثر قد يكلف الأهلي الكثير في نهاية المطاف.
**تحليل أداء اللاعبين**
*   **خط الوسط:** عودة مروان عطية للتشكيلة الأساسية أعادت بعض
التوازن لخط الوسط، لكن خروج ديانج أثر سلبًا على قدرة الفريق على الاستحواذ
والتحكم في إيقاع اللعب.
*   **الأجنحة:** أظهر طاهر محمد طاهر أداءً باهتًا، وكان عبئًا على
الفريق قبل استبداله بأحمد عبد القادر في الشوط الثاني، الذي أضاف بعض النشاط دون
تغيير جوهري في النتيجة.
*   **الهجوم:** جراديشار وزيزو ومرعي أهدروا فرصًا بالجملة، مما يضع
علامات استفهام حول الفاعلية الهجومية للفريق ككل.
*   **دفاع المصري:** تألق دفاع المصري بقيادة حارس المرمى محمود
حمدي كان السمة الأبرز، ونجح في إبطال مفعول هجمات الأهلي المتتالية.
**خاتمة**
التعادل السلبي بين
الأهلي والمصري لم يكن مجرد نتيجة، بل كان بمثابة جرس إنذار للنادي الأهلي بأن
مشوار الدوري لا يزال طويلًا ويتطلب جهدًا أكبر وتركيزًا أعلى. على الجهاز الفني
واللاعبين مراجعة الأخطاء وتصحيح المسار لضمان عدم تكرار مثل هذه النتائج المخيبة
للآمال. بينما يحتفل المصري بنقطة ثمينة حققها من فم الأهلي، يبقى السؤال معلقًا: هل
ينجح الأهلي في تدارك الموقف والعودة بقوة إلى سباق القمة، أم أن هذا التعثر سيكون
بداية لتنازله عن اللقب؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة.

