# ليفربول يسقط للمرة الرابعة توالياً في البريميرليغ.. رقم سلبي تاريخي يهدد عرش آرني سلوت

## مقدمة: أزمة عميقة تضرب الريدز في الدوري الإنجليزي

يواصل نادي ليفربول، حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، رحلة التراجع المخيفة هذا الموسم، مسجلاً فصلاً جديداً من الإحباط عقب خسارته الصادمة أمام مضيفه برينتفورد بنتيجة (3-2). هذه الهزيمة لم تكن مجرد تعثر عادي، بل مثلت الخسارة الرابعة على التوالي للريدز في "البريميرليغ"، وهو رقم سلبي لم يسجله الفريق منذ عام 2021، ما يضع المدرب الهولندي آرني سلوت وفريقه في عين العاصفة.

# ليفربول يسقط للمرة الرابعة توالياً في البريميرليغ.. رقم سلبي تاريخي يهدد عرش آرني سلوت

النتائج المتذبذبة، خاصة على الصعيد المحلي، ألقت بظلالها القاتمة على طموحات ليفربول في الدفاع
عن اللقب. ومع تجمد رصيدهم عند 15 نقطة في المركز السادس، أصبح الفارق بين ليفربول
والمتصدر آرسنال أربع نقاط، وهو فارق قابل للاتساع إذا لم يتم تدارك الأخطاء الدفاعية والتكتيكية
بسرعة. الانتفاضة التي حققها برينتفورد بالفوز الثاني على التوالي مكنته من الصعود إلى المركز
العاشر، ليؤكد أن أسلوبه القتالي يُشكل عقبة حقيقية أمام الفرق الكبرى.

## تحليل مباراة ليفربول وبرينتفورد تفاصيل السقوط

جاءت بداية المباراة في غاية السوء بالنسبة لكتيبة آرني سلوت، حيث استقبل ليفربول هدفاً مبكراً بعد خمس دقائق فقط. الهدف الأول كشف عن هشاشة دفاعية مقلقة، إذ فشل خط الدفاع في التعامل مع رمية تماس طويلة (إحدى نقاط قوة برينتفورد المعروفة)، لتصل الكرة إلى دانغو واتارا الذي سددها في الشباك.

وقبل نهاية الشوط الأول، ضاعف كيفن شادي تقدم أصحاب الأرض. ورغم تقليص ميلوش كيركيز
الفارق بتسجيله أول أهدافه مع ليفربول في الوقت بدل الضائع، إلا أن الأداء لم يكن مطمئناً. وفي
الشوط الثاني، عاد سيناريو الأخطاء ليتكرر، حيث احتسبت ركلة جزاء في الدقيقة 60 سجل منها
إيجور تياغو الهدف الثالث لبرينتفورد.

ورغم تسجيل النجم المصري محمد صلاح هدفاً متأخراً في الدقيقة 89، أنهى به صيامه التهديفي في الدوري الذي امتد لأكثر من شهر، فإن الهدف لم يكن كافياً لتجنب مرارة الهزيمة. المباراة أظهرت بوضوح أن ليفربول لم يعد قادراً على فرض أسلوبه المعتاد، وأصبح دفاعه مكشوفاً أمام أبسط الهجمات والكرات الثابتة.

## صدمة الأرقام ليفربول يسجل رقماً سلبياً تاريخياً

تتجاوز خسارة ليفربول أمام برينتفورد مجرد نتيجة عابرة، لتلامس الأرقام التاريخية السلبية للنادي. تعد هذه المرة الأولى التي يخسر فيها "الريدز" أربع مباريات متتالية خلال التسع جولات الأولى من الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ) منذ موسم 1993-1994. هذا الموسم يُعتبر أحد أسوأ المواسم التي مر بها النادي في حقبة الدوري الحديث، مما يعكس حجم التدهور الذي يشهده أداء حامل اللقب تحت قيادة سلوت.

هذا السجل الكارثي يؤكد أن المشكلة أعمق من مجرد غياب الحظ أو تراجع مستوى فردي. فبعد أن
كان الفريق يتمتع باستقرار دفاعي وبدني لافت في الموسم الماضي، دخل ليفربول الموسم الحالي
بسلسلة من التغييرات الكبيرة في فترة الانتقالات الصيفية. هذه التغييرات، كما يرى المحللون، أثرت
بشكل مباشر على الانسجام بين خطوط الفريق، ما أفقده توازنه مبكراً في مشوار المنافسة على اللقب
الذي طالما كان حلماً للجماهير.

## تصريحات المدرب والنجوم سلوت يبحث عن الحلول

لم يخفِ المدير الفني آرني سلوت خيبة أمله من أداء ليفربول، موضحاً أن التحدي أصبح تكتيكياً بالدرجة الأولى. قال المدرب الهولندي: "المنافسون أصبحوا يعرفون جيداً كيفية التعامل مع أسلوب لعب ليفربول. الفرق تلعب ضدنا بأسلوب محدد وناجح جداً، ولم نجد حلاً حتى الآن". وأكد سلوت أن التأخر بهدف مبكر لا يساعد، مشيراً إلى استقبال أهداف "سهلة للغاية".

المدرب أكد أن الإحباط كان كبيراً بالنظر للطريقة التي استقبل بها الهدف الأول، خصوصاً وأن
اللاعبين تدربوا "خصيصاً" على التعامل مع رميات التماس الطويلة التي يعتمد عليها برينتفورد.
وأضاف: "برينتفورد فاز بالتحامات أكثر وكسب الكرات الثانية... إذا كنت تعلم أنك ستستقبل أهدافاً
فمن الطبيعي أن يأتي أحدها من كرة ثابتة أو هجمة مرتدة".

كما أشار سلوت إلى أن التغييرات الكبيرة التي شهدها الفريق في الصيف أثرت في التوازن، لكنه لم يتوقع الوصول إلى أربع هزائم متتالية. أما قائد ليفربول، فيرجيل فان ديك، فقد وجه رسالة قوية تتسم بالصراحة والمحاسبة الذاتية: "يجب على الجميع أن ينظروا في المرآة، بمن فيهم أنا... لن نخرج من هذا الموقف بالكلام فحسب، نحتاج إلى الدعم والتكاتف وسنتجاوز هذه المرحلة لأننا نملك الكفاءة".

## مستقبل ليفربول والضغط المتصاعد على سلوت

في الوقت الذي يحاول فيه ليفربول استعادة توازنه الأوروبي، كما ظهر في انتصاره الأخير بخماسية على آينتراخت فرانكفورت، فإن الأداء المحلي يشير إلى أزمة ثقة حقيقية. الفريق يبدو هشا في الدفاع وعاجزاً عن خلق فرص واضحة بانتظام، مما يزيد علامات الاستفهام حول مستقبل آرني سلوت.

فى الختام

جماهير برينتفورد لم تفوت الفرصة للتعبير عن قلقها، حيث وجهت هتافات ساخرة للمدرب الهولندي قائلة "ستُقال صباحاً"، مما يعكس الأجواء المشحونة في قلعة الريدز.

ومع تراجع تأثير النجوم، باستثناء الومضات الفردية مثل هدف محمد صلاح، بات القلق واضحاً داخل ليفربول بشأن قدرة الفريق على العودة للمنافسة على المراكز المؤهلة لدوري الأبطال، ناهيك عن الدفاع عن لقب الدوري الإنجليزي الممتاز. الحاجة الآن تكمن في تكاتف سريع وتصحيح تكتيكي فعال قبل أن تتسع فجوة النقاط بشكل لا يمكن تداركه.